عالج الكاتب موضوعًا من أهمِّ موضوعات الساعة في ميدان التدافع الفكريِّ، ذلك أنه لمَّا كان لـ«الصَّحيحين» لإمامي الحديث -البخاريِّ ومسلمٍ- المكانة الأعلى بين مصنَّفاتِ السنة النبوية، تَوجَّه إليهما بالنقد كلُّ مستثقل لأحكامِها من شتَّى الطوائف الإسلاميَّة وغير الإسلاميَّة، بشتَّى الدَّعاوي العقليَّة والتَّاريخيَّة والتَّجريبية، من خلال قنوات عديدة، ما استوجبَ التَّصدِّي لهذه السِّهام صوبَهما بدراسة أصولِ تلك الشبهات الموجهة إلى الكتابين، واستقراءِ كتابات أصحابها في نقدِهما، وتتبُّع إفرازاتها ومفصَّلِ مُآخذاتها، ورد طعونها على مرويَّاتهما بميزان الشَّرع والعقل.
وقد أبانَ مؤلِّفه فيه عن ضعف عامَّة تلك الطُّعونِ بمنهجية الشَّيخين في التَّصنيف، من خلال نقد أهم المنشورات المكتوبة والمرئية المعاصرة التي طعنت في أحاديث الكتابين،بقلمٍ منه وارف البيانِ،واطلاع واسع، وتحقيقاتٍ علميَّة متينة، مبرهنًا على أنَّ المنهج الَّذي ابتنى عليه البخاري ومسلم نقدَ الأخبار مِن أرفعِ ما أنتجته القرائح، وأملته العقول دقةً وإحكامًا، وأن التَّمحُّل في إنكار أحاديثهما طريقة العاجزين عن دَرْكِ المقاصد النَّبويَّة.
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق